'‏الواسطة‏'..‏لعنة تطارد الموظف من التعيين إلي المعاش

'‏الواسطة‏'..‏لعنة تطارد الموظف من التعيين إلي المعاش

‏في الماضي كان الموظف يخجل من الجهر بأنه حصل علي عمله بالواسطة‏,‏ أما اليوم فالواسطة تكاد تكون الوسيلة الوحيدة للتعيين في إحدي الوظائف بل أنها أصبحت وسيلة للتفاخر بالعلاقات الاجتماعية التي تفتح الأبواب المغلقة أمام معدومي الكفاءة وتفقد المتفوقين الأمل في الحصول علي عمل مناسب وتكون البطالة هي مصيرهم المحتوم‏.‏

وقواعد التعيين في المؤسسات والمصالح الحكومية كانت تنص علي عدم جواز تعيين الأقارب حتي الدرجة الرابعة‏,‏ بينما اليوم أصبح من الممكن تعيين الأقارب من الدرجة الأولي‏,‏ وتحولت بعض مجالات العمل مثل البنوك والسلك الدبلوماسي والطب ومجالات الإعلام إلي مهن يتم توريثها بل امتد الأمر أيضا إلي المجال الفني وتراجعت الموهبة إلي المرتبة الثانية‏.‏ والواسطة لا تقتصر علي التعيين فقط ولكنها تكون العنصر الرئيسي في العلاوات والترقيات‏.‏

شباب بعضه ثائر وبعضه محبط فقدوا جميعهم إيمانهم بالكفاءة والتفوق وتكافؤ الفرص مثل عمر يحي تخرج في كلية الآداب قسم لغة إنجليزية بتقدير جيد جدا منذ أربع سنوات‏,‏ وفشل حتي الآن في الحصول علي أي وظيفة سواء في مجال السياحة أو الفنادق أو شركات الاستثمار وكما يقول أنه يجتاز الاختبارات بنجاح ولكن لا يتم قبول إلا اصحاب الواسطة أو الفتيات ذوات القوام الملفوف‏.